منتدى نور الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الإسلام


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اضافة اعلانات نصية مجانية للعرب فقط
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 2:04 pm من طرف sameh weed

» موقع AWsurveys | و طريقه سهلة ومجانية للحصول على المال الالكتروني
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد مايو 06, 2012 11:05 am من طرف essam

» المنتدى معروض للبيع
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالسبت فبراير 25, 2012 10:28 am من طرف essam

» مجموعة الأوفيس ( Word - Powerpoint - Access - Excel )
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 6:12 am من طرف essam

» العيد آدابه وأحكامه
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:49 am من طرف سوريا بلاس

» فضل العشر الأواخر وليلة القدر
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:49 am من طرف سوريا بلاس

» شهر رجب ........
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:49 am من طرف سوريا بلاس

» ابنته ترفض الحجاب وتهدد بإيذاء نفسها
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:49 am من طرف سوريا بلاس

» وصف الجنة وتعيمها
 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:48 am من طرف سوريا بلاس

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

  مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوريا بلاس
عضو جديد
عضو جديد
سوريا بلاس


عدد المساهمات : 20 نقاط : 40
تاريخ التسجيل : 18/02/2012
ذكر

 مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال    مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال Emptyالأحد فبراير 19, 2012 5:31 am

يسرني أن أواصل ما بدأت في

رحلة في أعماق أديب

الأخوه والأخوات

تحية طيبة وبعد


..........

شعراء العصر الأموي الفطاحلة (الفرزدق وجرير والأخطل)

لمن لا يعرف قيمة هؤلاء الشعراء الثلاثة الفطاحلة سوف أسرد عليكم هنا مقتطفات من حياة كل شاعر منهم
وبعضٍ من ما ورد من أبيات شعرٍ تناولت حياتهم اليومية ومدى الأبداع عندما تلتقي أبياتهم في ساحة الهجاء لترسم لنا لوحةٌ شعرية بديعة رُسمت من نبض وجدان الروح وفيض ما جاد به البوح

واليوم سنتناول الشاعر جرير

بداية

دعوني أطلعكم على نبذه مختصرة عن

شاعر العصر الأموي


جَــريــر

جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.


حيــــــاتـــه:


هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات ودفن فيها .

كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،
ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل.

كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته..
كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لاينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول،
يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته،
اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..

اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،..
سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل..


المديح عند جرير

أكثر جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم،
كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه.
وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.


وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم،
ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح استقصى صفات الممدوح وأطال فيها،
وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس.
وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى أنه مدح الموالي..
ذلك أن طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية، ولم يكن لرهطه من الشرف والرفعة مثل ما لرهط الفرزدق،
لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته، وقال أكثر مدائحه في قبيلته،
وحتى في مدائحه لبني أمية لم ينس الفخر بآبائه وأجداده.

فهو (جرير) إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش،
ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة..
وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية.. ولا يسعنا إلا الاعتراف بأن جريرًا كان موفقا كل التوفيق، حين صور منزلة الأمويين وجودهم بقوله:

ألستم خير من ركب المطايا ***** وأندى العالمين بطون راح


جرير مفاخرًا هاجيًا

عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:

- الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.

فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك..
ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية،
فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..

وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته،
ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ،
ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير,
حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر..
هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:


أعـد الله للشعــراء مـنـي صواعـق ... يخضعـــون لها الــــرقـــابا
أنا البازي المطل على نميــــــــر ... أتيح من السماء لها انصبابا
فلا صلـى الإله علـى نميــــــــــر ... ولا سقيـت قبــورهُم السحابا
ولــو وزنـت حلوم بني نميــــــر ... على الميزان ما وزنت ذبابـا
فغـض الطـرف إنك من نميـــــر ... فـلا كعبـاً بلغـت ، ولا كـلابـا
إذا غضيـت عليـك بنو تميــــــم ... حسبــت النـاس كلهم غضابا


معاني الابيات واضحة وسهلة، تتصف بهجاء الخصم وإلحاق العيوب والمساوىء به،
كما أنها تتصف أيضا بفخر الشاعر بنفسه، عدا عن أن الشاعر يتهكم بخصمه وبقومه، فيسخر من عقولهم الصغيرة كعقول الذباب،
ثم يطلب الشاعر من خصمه أن يتوارى عن الأنظار ويخجل من نفسه هو وقومه.
ويختتم القصيدة ببيت رائع شهير بالفخر.

فالفخر هو الوجه الآخر للهجاء، فالطرف الذي يتلقى الهجاء من الشاعر، يجده فخرًا بالنسبة لنفسه ولقومه..

فهنا يفاخر جرير بمجده ومجد قومه فخرًا جاهليًا، يعتز فيه ببطولتهم وأيامهم القديمة وما ورثوا من مجد،
فهو قد هيأ هجاءه لكل الشعراء الذين تحدثهم نفسهم بالتعرض بأنني سأقضي عليهم وأحطم عزهم..
أو يكف الشعراء بعد أن قلت كلمتي الفاضلة، أم يطمعون في التعرض لي،
ليقاسوا من هجائي نارًا تلفح وجوههم لفحًا؟
فالهجاء عند جرير شديد الصلة بالفخر، فهو إذا هجا افتخر، وجعل من الفخر وسيلة لإذلال خصمه.

أما موضوع فخره في نفسه وشاعريته، ثم قومه وإسلامه.

فإذا هجا الفرزدق اصطدم بأصل الفرزدق الذي هو أصله، فكلاهما من"تميم" ،
وإذا هجا الأخطل فخر بإسلامه ومضريته، وفي مضر النبوة والخلافة:

قال الاخطل:
إن الذي حرم المكارم تغلبا جعل الخلافة والنبوة فينـا


هذا وكان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللذع والإيلام..
فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا،
إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.

شيء من غزل جرير

لم يكن غزل جرير فنا مستقلا في شعره، فقد مزج فيه أسلوب الغزل الجاهلي بأسلوب الغزل العذري.
فهو يصف المرأة ويتغزل بها، ثم يتنقل من ذلك إلى التعبير عن دواخل نفسه،
فيصور لنا لوعته وألمه وحرمانه، كما يحاول رصد لجات نفسه فيقول:

يا ام عمـرو جـزاك الله مغفـرة!ردي ... علـي فـــــؤادي مثلـــمـا كـــــانا
لقد كتمت الهـوى حتـى تهيـمــــي ... لا أستـطيـع لهـذا الحـب كتمانـا
إن العيون التي في طرفـــهـــا حـورٌ ... قتــلنــنـا، ثـم لـم يحييـن قتــلانا
يصرعن ذا اللهيب حتى لا حراك به ... وهـن أضعــف خلـق الله إنسانا


يتغزل الشاعر بامرأة تدعى"أم عمرو"، وسواء أكانت هذه المرأة حقيقية أم من خيال الشاعر،
كما جرت العادة لدى أكثر الشعراء الغزليين، فهو يطلب منها أن تعيد له قلبه الذي سرقته منه...
ثم يصف ألمه وحبه الذي أصيب به، حتى لم يستطع إخفاءه طويلا..
ثم يتغزل بجمال عيون محبوبته النجل. هذه العيون التي قضت عليه من شدة جمالها ولمعانها،
تلك العيون الفتاكه التي بواسطتها تسلط البارعات في الجمال سهاما قاتلة للمحبين، بالرغم من أنهن، كما يقال من الجنس الناعم والضعيف..

جرير ورثاء زوجته

الرثاء لدى جرير قسمان:
قسم خص به أهل بيته كامرأته وابنه،
وقسم خص به بعض رجالات الدولة من الشخصيات الهامة..

ولما كان جرير عاطفيا، شديد التأثر، كان رثاؤه، بشكل عام، رقيقا، صادقا، نابعا من القلب، ويؤثر في القلب..
فها نحن نراه في شعره يرثي زوجته بعد وفاتها فيقول:

لولا الحياء لها جني استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يـزار
ولهت قلبي إذ علتني كبـــــرة ... وذوو التمائم من بنيك صغار
صلى الملائكة الذين تخيـروا ... والطيبــون عليـك والأبــــرار
لا يلبث القرناء أن يتفــرقـوا ... الليــل يـكـر عليهـــم ونـهـــار


ففي هذه الأبيات نرى نفسه حزينة حين يرثي الشاعر زوجته المتوفاة.
ونراه فيها يقع بين صراع تفرضه عليه العادات والتقاليد، وبين آلامه وأحزانه ومحبته لزوجته..

إنه الآن قد فقد زوجته، أم أولاده، وقد أصبح متقدما في سنه، فقد كبر وكاد أن يتحطم، فهو بعد وفاة زوجته أصبح مسؤولا عن تربية أطفاله الصغار ورعايتهم بعد رحيل أمهم عنهم..
ثم ينتهي إلى التسليم بأمر الله ثم يدعو لها أن ترعاها الملائكة، لأنها كانت زوجة وفية صالحة..

إنه يكتم_ إن استطاع- أحزانه- وليس له إلا الصبر والإيمان فهذه هي الدنيا، ولا شيء يدوم،
وكل إنسان لا بد أن يرحل إن عاجلا وإن آجلا، فما دامت هنالك حياة، فهناك أيضا الموت.

رثاء خاص

هذا وقد رثى جرير نفسه حين رثى خصمه الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال:

لتبك عليه الإنس والجن إذ ثـوى فتى مضر، في كل غرب ومشرق
فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخير والمجـد يرتقـي


أسلوب جرير


أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة،
وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة.
وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله.
وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التوا.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا.

ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم: (جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)،
وهذا القول يشير إلى ظاهرة أحرى في الشاعرين، وهي أن جريرا كان أكثر اعتمادا على الطبع من الفرزدق، وأن الفرزدق كان يلقى عناء شديدًا في صنع شعره.

وإن اعتماد جرير على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه،
إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.

ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء..

على أن انسياق جرير مع الطبع وقلة عنايته بتهذيب شعره وإعادة النظر فيه، كل ذلك جعل من الابتكار والإبداع في المعاني قليلا،
لا يوازي حظ الفرزدق من ذلك، حتى أنك لتنظر في بعض أبياته فلا تجد فيها غير صور لفظية جميلة جذابة، لا يكمن وراءها معنى مبتكر ولا فكرة طريفة..

فاقرأ مثلا أبياته الغزلية في هذا المجال، تجد أنها معان مكررة، لا جدة فيها ولا طرافة،
قد وضعت في قالب لفظي جديد وعرضت عرضا جديدا..ففي هذه الصور والقوالب تظهر براعة جرير وافتنانه،
أما سعة الخيال وتوليد المعاني وطرافة الأفكار، فحظ جرير منها دون حظ الفرزدق، وإلى هذا الأمر أشار" البحتري"
حين فضل الفرزدق على جرير لتوليده المعاني، مع أن البحتري كان في طريقته تلميذا لجرير،
ينحو نحوه في رقة الألفاظ وسلاسة الأسلوب.

وكان لحياة جرير البدوية أثرها الكبير في شعره، كما كان لها أثرها في نفسه..
فتأثير النشأة البدوية واضح من جزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، وبداوة صوره وأخيلته..

إلا أن شعر جرير لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره،
إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه،
كما كان له أثر في معانيه وأفكاره.

ولا نرى جريرا يكثر من الصور البيانية في قصيدته هذه أو تلك..
ففي شعره يظهر الأسلوب البدوي، فهو قريب التناول جميل التعبير.


خصائص أشعار جرير


يمكننا من دراستنا لشعر جرير من خلال نصوصه الشعرية أن نتبين ملامح فنه وخصائصه فيما يلي:

1- كان جرير يجول في شعره في ساحات واسعة الأرجاء ، متعددة الجوانب ،
فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية.

2- كانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، ليس فيها غور ولا تعمق فلسفي.
ولكنها قريبة الحضور بالبال، ومع هذا القرب، كان يعرضها في ثوب أنيق من اللفظ، تبدو به جذابة، شديدة التأثير.

3- إن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط،
ولكنه مع هذا قد تأثر تأثرا واضحا بالروح الإسلامي والثقافة الإسلامية، ولذلك يمثل شعره الحياة البدوية تمثيلا صادقا.

4- كانت تشيع في شعره، ولاسيما في الهجاء،روح التهكم والسخرية التي قربته إلى قلوب العامة من الناس، وهيات له الظفر بخصمه.

5- لجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة،
والجرس الموسيقي المؤثر...
وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين.

فنية جرير الشعرية

الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق،
ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة، لقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء.

فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال،
ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش، وتستفزه المؤثرات العاطفية.

وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فياضة، فكان شعره ينسكب عن طبع غني .
وكأن الشاعر فعلا يغرف من بحر. فلا يجهد بشعره، ولا يعمد إلى التفاف وتنقيح ونحت كالفرزدق،
بل يسيل شعره سيلانا في سهولة، تمتد بامتداد قصائده الطويلة، وفي خفة ولباقة تعبير، وموسيقى لفظية أخاذة، بجانب الوضوح ولآسر.

وجرير، وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة، لم يسلم أحيانا من الصنعة وتطلب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظية.

وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام وأشد فتنة،
وأغنى قريحة وأرق عاطفة ولفظا، وأوضح كلاما وأوفر انسجاما ونغما موسيقيا، إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالا وتفكيرا وجزالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتطفات من حياة جرير ****** شعراء العصر الأموي ****** نادي قطوف الجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  موضوع العصر--معاناة الشباب في هاد الوقت--
» : اجمل دمعه تمر في حياة الانسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الإسلام :: قسم الأدبي و الثقافي :: الشعروالخواطر و القوافي-
انتقل الى: